Problématique de la violence dans le Coran - Partie 15
Page 1 sur 1
Problématique de la violence dans le Coran - Partie 15
أولا ، في قناعتي أن القانون الإنساني لا علاقة له بشيعة وسنة وشيوعيين ومسلمين بل به ناظمه الخاص، فالثورة الإيرانية (اللاعنفية) لم يفهمها المسلمون حتى اليوم ويعتبرونها في أحسن الحالات حالة نادرة (خوارقية) ولكنها في حقيقتها لا تزيد عن سنة الله في خلقه، كذلك كان نجاح الشيوعيين، أو نجاح (ماوتسي تونج) في مسيرته الكبرى يخسر كل جيشه في رحلة على الأقدام لمسافة عشرة آلاف ميل يحصدون فيها من الأعداء على جانبي الطريق ليبقى منهم في النهاية أربعة آلاف يبني بهم زعيمهم في الشمال جمهورية صغيرة كانت خميرة للصين الحديثة، مذكرا بقصة طالوت وجالوت وداوود من القرآن الكريم.
ثانيا ، العنف لايحرر الانسان بل يورطه في مصيدة عبادة القوة وأخطر مرض يصاب به المجتمع هو تشققه الى طبقات عندما يتحول الى شريحة ضيقة من المستكبرين وقاعدة واسعة من المستضعَفين، وهما في الحقيقة من طينة ثقافية واحدة كما في الفيلم فكل صوره الملونة الزاهية تستخرج من شريط أسود أصلي. بكلمة ثانية مستنقع المستضعفين هو وسط ولادة بعوض المستكبرين، وبمصطلحات علم النفس فكل سادي هو مازوخي وبالعكس وكل مستكبِر هو مستضعَف في أعماقه وكل مستضعَف هو ( كمونياً ) مشروع جاهز للاستكبار ينتظر شروط بروزه وولادته . يظهر هذا واضحاً في علاقة الرجل بالمرأة، والضابط بفارق نجمة على الكتف والشرطي بسائق السيارة، والملفت للنظر أن قلب طرفي العلاقة بتغيير البدلة والوظيفة والشخص يكرر المنظر البئيس.
مهمة الأنبياء كانت تبني اللاعنف بكسر رافعة القوة وتحرير الانسان من علاقاتها المريضة وبناء المجتمع التوحيدي الديموقراطي والتخلص من طبقة أصحاب الامتيازات والتمتع بكلمة السواء التي هي أصل الرياضـيات والفيزياء
( تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ) والشفاء من المرض الفرعوني ( إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا) . إن فرعون ليس شخصاً تاريخياً مثل ( بيبي ) الثاني بل هي مجموعة صفات يمكن أن يقع في شراكها أي حاكم بدون فرامل معارضة . لاغرابة أن نزلت سورة كاملة باسم رجل ( مؤمن ) يعترض.
ثالثاً ، يعتمد العنف على العضلات والأسلحة والإكراه ، أما اللاعنف فهو أسلوب الحوار والإقناع أي حديث العقل وتغيير السلوك يتم بالنزول الى لوحة مفاتيح الوعي وهذا تغيير داخلي محض وطبيعة المادة العصبية في الدماغ الانساني أنه يتعامل بالفكرة وأفضل شروط إنتاجه كما يقول عالم النفس ( براين تريسي ) بعيداً عن التوتر فلايقتحم المعضلات كما نضرب المسمار لاختراق الجدار . من هنا نفهم عظمة دعوة القرآن لبناء مجتمع ( اللاإكراه ) وسخافة فكرة قتل الانسان من أجل آراءه كبدعة طورتها ثقافة مريضة تصفي الفكر تدريجياً وتفضي بالأمة الى الشلل التام والخرس المطبق .
اللاعنف لايعني الاستسلام بل ينمي الإرادة في الاتجاه الصحي فهي تدعو الى الحوار ولاتبيت الحقد والنفاق ، وطالما تم تهميش الكراهية نكون قد اقتلعنا الجذور الأصلية لشجرة العنف ، واللاعنفي لايخاف ولايتراجع الا بالاقتناع ، وأهمية هذا المحافظة على إرادتي الصراع تدخلان الحوار والاندماج وليس تحطيم الارادة الأخرى .
الكراهية نفي للآخر وضمور في العلاقات مشحونة بمشاعر سلبية وانكفاء على الذات ، والحب اعتراف به وتواصل معه في مشاعر رومانسية ترتقي بالمشاعر تخلع معنى على الحياة ، وأجمل أشكاله الزواج بحب بين كائنين ينجبان نسلاً سعيداً تنمو به البشرية بقوة حياة عظمى من الحي الذي لايموت فتوكل عليه.
(رابعاً ، العنف والديموقراطية مثل الماء فلايمتزجان بل نطفيء النار بالماء ؛ فلايمكن بناء مجتمع ديموقراطي تعددي طالما آمنا بالعنف أسلوباً للتغيير ومن مزايا مجتمع (اللاإكراه) الحقوق الديموقراطية من حرية الاعتقاد والتعبير والاجتماع عليه سلمياً، وعندما لاتتحرك أي مظاهرة في أي عاصمة عربية فسببها وباء العنف من جماهير غير منضبطة وقيادات سياسية مرعوبة .
يجب أن نبني مجتمعاً نسمح فيه للجميع بالتعبير والاجتماع والنشاط والدعاية لما يعتقدون ؛ فلاخوف من التفكير، ولاحدود للبحث العلمي، ولايُكفَّر أو يُخوَّن المخالف في الرأي ، وأخيراً وهو الاهم أن لايستباح دم الانسان من أجل آراءه اعتناقاً وتغييراً فهذه أربع قواعد مفصلية في بناء مستقبل عربي رشيد ، ولنتفق على شيء واحد : يمنع رفع السلاح واستخدام القوة لفرض الآراء دخولا وخروجا ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .
(خامساً، العنف وصل اليوم الى نفق مسدود وينقسم العالم اليوم الى شريحتين الأولى تملك القوة والتكنولوجيا ومؤسسات البحث العلمي ومصارف المال ولاتستخدم القوة، ونرى صعود دولتين لاتملكان قوة السلاح الى مصاف الدول العظمى من نموذج ألمانيا واليابان، ونرى سقوطاً مريعاً لأعظم دولة (إكراه) في القرن العشرين ممثلاً في الاتحاد السوفيتي مع امتلاكه كل القنابل النووية بسقوط داخلي محض دون أي هجوم خارجي ، وتتحد اليوم أوربا تحت شعار ألمانيا مثل الجميع وليس ألمانيا فوق الجميع بدون فتوحات هتلر ونابليون. وفي المقابل نرى شريحة ترى حل مشكلاتها بالقوة من نموذج افغانستان واريتريا والحبشة تشتري سلاحها من مصادر خارجية ترهن مصيرها لعالم الكبار ؛ فهي تستطيع البدء بشن الحرب ولكن خاتمتها بيد الكبار الذين يموِّلون السلاح فينصرون فريقاً على آخر بما يخدم مصالحهم أكثر من الفرقاء المتنازعين، بما هو أشد سخرية من قصة (القرد والقطين وقطعة الجبنة) فعندما احتكم القطان المتنازعان على قطعة الجبن المسروقة عند قرد يزعم نزاهة القضاء كان يطفف المكيال في كل مرة ويعدل القبان بقضمة شرهة من القطعة الثقيلة في الكفة الهابطة حتى ختم العملية بالتهام آخر قطعة جزاء أتعابه أمام حسرة القطط ؛ فهذا هو اليوم عالم الكبار الذي يعيق نمو العالم وهم يعلمون ،
وفي حرب الخليج الأولى كان يموِّل الطرفين ثلاثون دولة لحرب استمرت ثماني سنوات عجاف ماهو أطول من الحرب الكونية مات فيها مليون شاب وإهدر 400 مليار دولار وغرقت الدول النفطية وهي المرفهة بالديون والعجز المالي ، وفي معركة ( كربلاء خمسة ) مات 65 ألف شاب بين ايراني وعراقي ، وفي الوقت الذي يفكِّك الغرب السلاح النووي ويحاول التخلص من سموم البلوتونيوم وينهي الحرب الباردة في جنازة خاشعة في باريس ترتج الأرض في بلوشستان بالزلزال النووي في بلد يجلب العار بانقلاب عسكري في عالم يستقبل الألفية الثالثة يودع السلاح والعسكر، ويبدأ العرب في شن الحرب الباردة بين قبائلهم الجديدة ، ويتلمظون لبناء الصنم النووي بعد أن علمهم القرآن منذ أكثر من ألف عام أن الأصنام لاتضر ولاتنفع .
نحن نذهب للحج في اليوم العشرين من ذي الحجة وقد طويت الخيام وانتهى الطواف ؟!
جاء في تصريح أكبر استراتيجي نووي أمريكي (لي بتلر) في مقابلة أجرتها معه مجلة ( دير شبيجل الألمانية 32 \ 1998) أنه كان المسؤول عن خطط الهجوم لمسح 12500 مركز حيوي من ظهر الأرض خلال عشرين دقيقة بخطأ لايزيد عن 15 متر عن الهدف ، أنهم أنتجوا سبعين ألف رأس نووي بكلفة ستة آلاف مليار دولار بـ 116 نموذجاً محمولة على 65 نظام دفع صاروخي قال : لقد كنا نترنح كالسكارى وماكنا بسكارى نضرب رؤوسنا بطلقة الروليت الروسية ولكننا نجونا بإعجوبة ؟!
(سادساً، اللاعنف هو أسلوب الأنبياء في صناعة المجتمع فالمسيح عليه السلام كان صارماً عندما تقدم رجال الاستخبارات الرومانية لإلقاء القبض عليه واستل بطرس سيفه ليدافع عنه قال : لماذا تخرجون علي كأنني لص فأنا أدرِّس كل يوم في المعبد ؟! ثم توجه الى بطرس مذكراً بالقانون الاجتماعي : اغمد سيفك لإنه مكتوب أن من أخذ السيف بالسيف يهلك ، وبنى الرسول محمد ص مجتمعه بدون أن يغتال أحداً من المشركين ليستقبل في المدينة من المجتمع الوليد بفرقة موسيقية كاملة تعزف طلع البدر علينا بنور جديد يضيء العقول ويحرر الانسان . نحن اليوم نتخذ نموذج الثورة البلشفية والفرنسية أو سيف جنكيزخان المعقوف مثلاً أعلى لبناء دولة اسلامية وننسى النموذج النبوي في التغيير ، كما نخلط بين قيام الدولة ووظيفة الدولة ؛ فالدولة هي المؤسسة السياسية التي يفرزها مجتمع ، وغزوات النبي ومعاركه كانت في إطار دولة ولدت (شرعياً) برضى الناس تمارس تحرير الانسان من الظلم مهما دان وأينما كان .
إنني أشكر الكثيرين الذين اكرموني بتعميم لقاح السلم الى مناطق التسمم بالعنف، وأنا اشق طريقي في البحر الثقافي بعصا الفكر أقلد موسى ينفلق له البحر فكان كل فرق كالطود العظيم بين مجهر السلطة والمتشددين الاسلاميين على حد سواء ، ولكنني أشعر اليوم بتحرر بدون حدود وطاقة نفسية تزداد تألقاً واطمئناناً كل يوم فأفكار السلم تعطي حصانة رائعة لإنها لاتضر أحداً وينتفع منها الجميع. وحتى يمكن للانسان أن يكسر حاجز التقليد فإن هذا يتطلب إعادة برمجة العقل، وماينتظر العالم العربي هو هذه الولادة الجديدة بالانفصال عن رحم ثقافة الآباء .

» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 13
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 14
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 1
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 2
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 3
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 14
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 1
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 2
» Problématique de la violence dans le Coran - Partie 3
Page 1 sur 1
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum