Club de lecture de la ville de Québec
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
-17%
Le deal à ne pas rater :
(Black Friday) Apple watch Apple SE GPS + Cellular 44mm (plusieurs ...
249 € 299 €
Voir le deal
anipassion.com

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 13

Aller en bas

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 13 Empty Problématique de la violence dans le Coran - Partie 13

Message par Nabil Dim 26 Mai - 17:12




لماذا اخترت اللاعنف ؟



أعتبر نفسي أنني ولدت مرتين الأولى بيولوجية والثانية فكرية، فأنا ولدت من رحم أمي بيولوجيا عام 1945م ولكن اكتشافي لعالم اللاعنف تأخر ثلاثين سنة!


الإنسان لا يحتاج أكثر من ساعات لاختراق حدود الجغرافيا ولكن كسر حاجز اللغة يتطلب أعواما، أما اختراق فضاء الثقافة وهضمها والتحول منها وإليها فيتطلب عقوداً. ولكن القفز فوق حاجز العنف لدخول عالم السلام فتحده عقبات يشكل كل منها سداً منيعاً وخنادق سيكولوجية تطبق على العقل بمسلمات يصعب الفكاك من قبضتها.


البعض يرى في مفهوم اللاعنف أنه تعطيل لمفهوم الجهاد في الإسلام والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة؟ وفريق ثان يرى أنه استسلام ذليل وتطويع الإرادة لصالح الخصم، وفريق ثالث يرى فيها نوعا من التنظير والتقعيد الفلسفي لنغمة السلام العربي الإسرائيلي هذه الأيام، فهي موضة للاستهلاك المؤقت.


في الواقع نحن نخطئ ثلاث مرات لأننا لا نحسن فهم وظيفة وآلية الجهاد، فالجهاد بمعنى القتال المسلح له آلية عمل وشروط تحقق فهي أداة العنف تحتكرها دولة راشدية وصلت إلى الحكم برضا الناس تسخرها لمنع الظلم عن الإنسان أينما كان ومهما كان؛ أي دعوة لإقامة حلف عالمي لإنصاف المظلومين ولو كانوا وثنيين ضد حكام مسلمين ظالمين. من المهم إذاً أن نعرف أنها ليست وظيفة فرد يطلق الرصاص على حاكم يرى أنه لا يقيم حكم الله، وهي الدعوة التي تسلح بها الخوارج فقتلوا أعدل من على ظهرها الإمام على كرم الله وجهه؟ كما أنها ليست وظيفة حزب أو جماعة أو طائفة ترى أنها وسيلة لإقامة حكم الله في الأرض، فهذه المصيدة المشؤومة من الغرام بالسلطة وصفها رسول الله (ص) لأبي ذر الغفاري في كلمات مختصرة: إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة.


ونحن لا ندرك السيكولوجية العميقة لتحرير الإنسان من علاقات القوة بتبني اللاعنف، وفي تقديري ثالثاً أن القصور العربي هو الذي مهد لبزوغ نجمة داوود، وأن السلام العربي العربي أهم من السلام العربي الإسرائيلي، وفي حرب الخليج الأخيرة نسينا إسرائيل، ولو خسف الله الأرض بإسرائيل لبقي المرض العربي الداخلي. ووجود الخرَاج الصهيوني يمثل اختلاطاً للمرض العربي الأساسي مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقة الجدلية بين المرض والاختلاط فهذه فكرة تأسيسية.


بالأصل ولدت في مدينة عجيبة هي القامشلي تزدحم بأخلاط شتى تشكل فسيفساء ساحرة من الأديان والأعراق واللغات واللهجات، وتعلمت من المؤرخ البريطاني توينبي أن هناك بقايا فرقة مسيحية هي النسطورية مازال أتباعها في الزاوية الشرقية من سوريا وهم ما كنا نعرفهم بالكلدان، وهكذا نشأت في بيئة ترطن بالعديد من اللغات ما بين عربي وكردي وأرمني وآشوري وسرياني وتركي وشيشاني ، أعيش بين جيران من ست فرق مسيحية على الأقل من كاثوليك وبروتستانت وكلدان وأرمن وأرثوذكس وآشوريين كما أن جدي كان يسكن في حي اليهود؟ وعائلتي التي نشأت فيها تعيش في بقعة جغرافية تتصل بالعراق وتركيا فليس بيننا ونصيبين أقرب مدينة تركية أكثر من فاصل كيلومتر واحد. وأريد أن أعترف أن هذه التعددية الرائعة كانت بكل أسف شرانق وصدف حلزونية مغلقة على نفسها فلا يحاور أحد الآخر ويعتبر من مواضيع (التابو) التطرق إلى مناقشة المسائل المذهبية أو الدينية مما يحمل في تضاعيفها خطراً كمونياً للمستقبل؛ فالتعددية رحمة إن انفتحت على بعضها وتحاورت وهي نقمة إن انزوت وتقوقعت. كانت في الواقع طوائف تنتسب للماضي أكثر من اتصالها بالمستقبل من خلال تراكمات ثقافية حملنا أوزارها من آباء خلفوها لنا.


كنا نشعر بصراع التيارات الفكرية ومحاولة إلقاء الشباك على الطلبة لبناء حلقات من الدراويش الذين يفكر عنهم غيرهم بالنيابة أكثر من بناء العقل النقدي. كان البحث ملحاحاً على صيد الاتباع. كان هذا ديدن وخطة وحماس كل الاتجاهات من إسلامية وعلمانية وقومية وشيوعية.


كنا شباباً صغاراً لا نلمح تجليات العنف الخطيرة وجو التعصب والكراهيات المتبادلة وكانت المساجلات الفكرية تحمل شكلاً ثلاثياً من التبرير والتفنيد المضاد والدفاع حتى الرمق الأخير في خندق فكري لا خروج منه. كل الحقيقة يملكها طرف واحد ولا يملك الآخر إلا الضلال المبين. المتدين يرى القومي ملحداً زنديقاً، والقومي يرى المتدين رجعياً، والشيوعي يضحك على الاثنين لأنه يملك (النظرية النهائية) لفهم قوانين التاريخ، وكل في فلك واحد من الثقافة يسبحون.


في جو من هذا النوع يبقى الحظ هو الذي يقرر مصير الأفراد في أي شبكة يتم اصطيادهم، وبطن أي حوت يلجون، فإما أن يكون من قوم يونس فينجون؛ أو يبقى أحدهم في بطنها إلى يوم يبعثون.


يقول (الغزالي) عن نفسه في كتابه (المنقذ من الضلال) أنه منذ نعومة أظفاره كان يغلي في صدره التعطش إلى إدراك الحقائق فكان يطلع على كل شيء ليرى سبب إصرار الملحد وتعنت الفاسق وتبحر الفيلسوف وشطحات الباطني؛ فنذر نفسه كرادار ماسح لكشف المدارس الفكرية في عصره بين فرق المتكلمين والفلاسفة وطوائف الباطنية والمتصوفة.


أتذكر نفسي وعشقي للمعرفة العلمية وغرامي بالاطلاع المنوع الذي مازال لا يعرف الارتواء فقرأت كماً خيالياً من الكتب والروايات والقصص، وكانت صلاتي خلف الإمام محرضاً لي أن أنهمك في الاطلاع على القرآن فشدتني بلاغته وعميق أسراره وحكمته البالغة فبدأت أحفظ فيه. ولم يكن مشروعاً إتمام حفظه ولكن جاذبيته كانت أقوى فأتممت دراسته وحفظه في ثماني سنوات مباركات، ثم أضفت إلى ذلك دراسة الشريعة بجانب دراسة الطب كي أسير في ضربة واحدة أوقيانوس الحداثة وأركيولوجيا التراث. وهكذا أخذ الإيمان بقاعدته الأخلاقية يعطيني معنى للحياة. ومن هذا المزيج من تعانق العلم والإيمان كتبت معظم ما كتبت حتى اليوم لعل أهمه كتاب الذي حمل عنوان (سيكولوجية العنف واستراتيجية العمل السلمي) وقبل انفجار العنف في سوريا تقدمت بكتابي عن (ضرورة النقد الذاتي للحركات الإسلامية) في محاولة تدارك الوقائع بتعميم لقاح ضد تشنجات العنف ونوبات الجنون فيه، ولكن يبدو أن الأمم لا تتعلم إلا كما يقول القرآن (حتى يذوقوا العذاب الأليم).


في نهاية المرحلة الثانوية قبل ما يزيد عن 35 سنة كنت قد اطلعت على ألوان منوعة من الفكر واستهوانا الفكر الذي كان شائعاً آنذاك يحاول تأسيس فكر إسلامي معاصر ودخول الحداثة بدون أن يدخله. ولكنني اكتشفت أنه يفرض ثالوثاً مقدساً من الإكراهات: اعتبار الديموقراطية هرطقة، والانفتاح على الثقافة العالمية خطراً على العقيدة، بالإضافة إلى الإيمان بسرية العمل، وعدم الوضوح في نقطة العنف، وهذه النقطة الأخيرة في تقديري لم تحل عقدتها حتى الآن في الفكر الإسلامي المعاصر في معظم شرائحه ويحمل تهديداً كمونياً للانفجار في المستقبل، ما أعتبره شخصياً خطأًً كروموسومياً في تكوين جماعات العمل الإسلامي السياسي في إحياء نشط لفكر الخوارج، وهكذا فالخوارج ينامون مستريحة عظامهم في القبور فقد تم إحياء مذهبهم من جديد بدون عنوانه؟ نحن أمام عمل سري يقوده (إمام مستور) في تنظيم مجهول القيادة، بسبب بسيط هو التعانق المشؤوم والزواج اللاشرعي بين السرية والعنف، فطالما كان الهدف الحكم وليس (تغيير ما بالنفوس) حسب الوصفة القرآنية، وطالما كان السيف أصدق أنباء من الكتب فإن الباب مفتوح على مصراعيه لكل الكوارث. لم يكن أمامي إذا إلا توديع هذا النمط من الثقافة الانغلاقية التي هي أقرب للعنصرية بأننا أبناء الله وأحباؤه والانزواء عن الاستفادة من الفكر العالمي وكل العطاء الثقافي المعاصر تحت إشارة استفهام بأثقل من جبل؟


وهنا آتي إلى النقلة النوعية ما سميتها (الولادة الجديدة) وكانت من مصدرين الأول داعية اللاعنف (جودت سعيد) والثانية بلقائي ولمدة شهر كامل بالمفكر الجزائري (مالك بن نبي) عام 1971 م الذي أكرمنا بزيارته إلى دمشق قبل وفاته.


إن الدخول إلى عالم اللاعنف لا يعني حكماً فقهياً أو كتاباً للاطلاع البارد، بل هو في الحقيقة انقلاب كامل في الشخصية، ودخول جغرافيا من نوع مختلف المناخ، أو الهبوط على ظهر كوكب تنقلب فيه محاور الزمن والجاذبية.


والفترة القصيرة قبل مغادرتي الوطن للاختصاص في ألمانيا كانت انقلابية وحاسمة بفعل القاعدة الفكرية الجديدة التي صعدت فوقها من الانفتاح على الثقافة الكونية ومدارس الفكر المتعددة؛ فذهبت للتعرف على روح الحضارة الغربية خارج إطار (المقابر) و ( المزابل) على حد مصطلحات بني نبي، عندما يرجع أبناؤنا من الغرب في صورتين لا تحلان المشكلة الحضارية إما مهنيون غرقوا في نفق الاختصاص بما هو أشد من شفط ثقب أسود، أو منحلون فقدوا الصلة بروح الأمة ، ولم ينتبهوا إلى أسرار الفعالية وأسرار التفوق الخفية عندهم ، بأكثر من جو المخابر والبارات.

يرى (مالك بن نبي) أن الحضارة هي (توليفة) بين الإنسان والتراب والوقت كمعادلة تركيب تفعلها (شرارة الروح) كما تفعل الكهرباء في دمج الهيدروجين والأوكسجين لولادة ذرة الماء على شكل نوعي مختلف للغازات التي انطلقت منها، وبمثل الدين أو أي فكر نوعي انقلابي شرارة اجتماعية من هذا النوع. من جهة أخرى يعتبر (الإنسان) كائن اجتماعي يصنعه المجتمع على مستويين فهو أولاً يجعله بشراً سوياً ينطق ويحسن التصرف ويندمج في السلوك العام، وتتباين المجتمعات ثانياً في إنتاج إنسان فعَال يعرف قيمة الوقت والنظام والجمال من إنسان (كلُ كسول) يلوح بمسبحته، يدخن سيجاراً بدون استئذان من حوله، ينتظر السماء أن تغير أوضاعه، ويرى بن نبي ثالثاً أن الحضارة هي مجتمع الضمانات في مستويين أولاً تأمين الجنة الفيزيولوجية الخماسية من (شراب وطعام ومسكن ولباس وجنس) ومجتمع يأمن فيه الإنسان على نفسه أو بتعبير القرآن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف. ويرى بن نبي أن المجتمع العربي خرج عن (سكة) الحضارة منذ ابن خلدون فلا ضمانات فيزيولوجية أو اجتماعية فالإنسان عندنا جاهل وجائع وخائف. وفي النقطة الأخيرة أحب أن أشير إلى ثلاث كوارث رسمت قدر الأمة العربية والإسلامية تاريخياً. فأولها مصادرة البيت الأموي الحياة الراشدية لندخل مرحلة الدولة البيزنطية ونحكم بالسيف الأموي ونؤله القوة وتختفي آلية نقل السلطة السلمي، والكارثة الثانية بتأميم العقل ومصادرته ؛ حيث اختفى التيار العقلاني، وطحنت المعتزلة، وتم إغلاق باب الاجتهاد، وحبس ابن رشد حتى الموت لتستفيد منه لاحقاً مدرسة بادوا في إيطاليا في إطلاق أول أشعة التنوير العقلاني في أوربا.


وثالثة الأثافي ما عبر عنها ابن خلدون مع مطلع القرن الخامس عشر للميلاد، عندما بدأت بوصلة العالم تغير إحداثياتها إلى أقطاب مغناطيسية غربية فقال :


( وكأن لسان الكون نادى بالخمول فبادر بالاستجابة والله وارث الأرض وما عليها) ففي عام 1492 حصلت لنا كارثتان في منظر متناقض بين سقوط غرناطة، وطرد آخر وجود عربي في شبه الجزيرة الايبرية، ورسوا مراكب كولمبس على الأرض الجديدة.


مع ازدياد الضغط العسكري العثماني على أوربا لم يبق إلا أن تلتجئ وظهرها إلى محيط الظلمات خلف أعمدة هرقل فقامت بتطويق الفريسة الإسلامية على حد تعبير (توينبي) بثلاث محاور الأول روسي شمالي والثاني مشرقي برتغالي يطوق كل السواحل حتى اليابان وثالثها قاصمة الظهر في رحلة إلى الغرب للوصول إلى الشرق يقودها متعصب اسمه كريستوبال كولون لا يعرف حتى موته أنه اكتشف أمريكا ولا يسميها هو. ومع امتلاك البحار والمضائق المائية ووضع اليد على أربع قارات بما هو أكبر من سطح القمر وآلاف الجزر الغنية والثروة العالمية ومعها وضع الغرب في جيبه ثمانية قروش من كل 9,5 قرشاً، ولم تعد الحملات الصليبية مفلسة يقودها ملوك أوربيون أميون من نموذج ريتشارد قلب الأسد، يحرقون الكتب والقطط والساحرات في الساحات العامة، ويعالجون السعال الديكي بلبن الحمير على حد تعبير (النيهوم) بل بنوا لأنفسهم بيتاً على ظهر القمر وترسو الباثفايندر على سطح المريخ يندلق من جوفها عربة (السوجرنير) الأنيقة تعاين سطح كوكب اله الحرب (مارس) بعيون ثلاثية الأبعاد وتشم أكاسيد الحديد لتقول : لا المس مس أرنب ولا الريح ريح زرنب؟!


وهكذا تم عبور المحيطات بسفن وخرائط عربية واحتل الأسبان العالم الجديد بالحصان العربي، وكتبت الحضارة بالدم من الشمال إلى اليمين وتلك الأيام نداولها بين الناس.

Nabil
Nabil
Admin

Messages : 161
Date d'inscription : 17/02/2013
Age : 46

https://clvq.forum-canada.com

Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum