(حرب لبنان: (حلقة 1 - الامتحان الأول

[Nabil]

(حرب لبنان: (حلقة 1 - الامتحان الأول

جمع لبنان عدة طوائف في بوتقة واحدة منها المسيحيون الموارنة والأرثوذكس والأرمن، والمسلمون السُّنة والشيعة والدروز، والعديد من الطوائف الأخرى.

أُجبرت باريس عام 1943م على منح لبنان استقلاله

اتفق رئيس الجمهورية المنتخب بشارة الخوري مع رئيس حكومته رياض الصلح على صيغة تراعي الحساسيات الطائفية في البلاد، وعلى أن تكون رئاسة الجمهورية للمسيحيين الموارنة، ورئاسة مجلس النواب للمسلمين الشيعة، ورئاسة الوزراء للمسلمين السُّنة، وطالت التعيينات الموزعة طائفياً معظم الوظائف الحكومة الرئيسية في البلاد.


عُرف اتفاق الخوري والصلح بالميثاق الوطني

تخلي المسلمين عن مطلبهم الدائم بالوحدة مع سوريا مقابل تخلي المسيحيين عن رغبتهم في الحماية الأجنبية.


عام 1952م أطاحت ثورة وُصفت بالبيضاء بالرئيس الخوري عندما بلغت موجة الاحتجاجات ضده أوجها بعدما كثرت الاتهامات له بالفساد ، فخلفه كميل شمعون في رئاسة البلاد.


وفي هذا العام أيضاً أطل جمال عبد الناصر على العالم العربي، فأصبح خلال العقدين المقبلين القائد الرمز لملايين العرب.


كان العالم في هذه السنوات يشهد احتدام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وانقسم العالم العربي إزاءها، فبرز تياران في المنطقة: أحدهما ثوري رفع شعار الوحدة العربية، والآخر ألقى بثقله مع الغرب معتبراً إياه الطرف القوي الذي يستطيع حماية الأنظمة التقليدية من نار الثورة وخطر المد الشيوعي.


وفي محاولة لاحتواء الشيوعية راعت واشنطن في ربيع عام 1954م معاهدة صداقة وتعاون بين تركيا وباكستان شكلت الحجر الأساس لما عُرف لاحقاً بحلف بغداد بعدما انضم العراق إليه.


أعلنت مصر معارضتها لحلف بغداد ، بينما كان الرئيس اللبناني شمعون يميل ضمناً إلى المعسكر الغربي


اندلعت الحرب عام 1956م عندما أمَّم جمال عبد الناصر قناة السويس، وثارت ثائرة بريطانيا وفرنسا وما لبثتا أن أعلنتا الحرب عليه تشاركهما إسرائيل،


التهديد السوفيتي باستخدام الأسلحة الذرية ضد المعتدين والغضب الأمريكي أجبرا القوات الغازية على الانسحاب.


خرج عبد الناصر من هذه الأزمة منتصراً، ووجدت بعض الدول العربية شعبيته المتزايدة تهديداً لأنظمة لا تشاطره المسلك الوحدوي الذي بدأ يدعو إليه


في عام 1957م أبصر مبدأ أيزنهاور النور عندما قدم الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور مقترحات إلى الكونجرس كانت في الواقع سلسلة إجراءات تسمح لأميركا بالتدخل عسكرياً إلى جانب أي دولة تطلب منها ذلك لمواجهة النفوذ السوفيتي.


صدر بلاغ لبناني أمريكي مشترك أعلن لبنان من خلاله قبول مشروع أيزنهاور( تخوف الرئيس شمعون من طروحات الرئيس المصري الوحدوية) ، وبينما وقفت المعارضة في لبنان ضد مشروع أيزنهاور


تنامت المعارضة للرئيس شمعون، وحصلت مظاهرات مناوئة للحكومة اتسمت في أحيان كثيرة بالعنف.


وسط الحديث عن حلف بغداد آنذاك وانخراط الرئيس شمعون في هذا الحلف وهو محور أميركي بريطاني في منطقة الشرق الأوسط ، أجريت الانتخابات النيابية في ذلك العام وسط أجواء مشحونة ، وكانت نتيجتها حاسمة لصالح الرئيس شمعون، فتعالت الأصوات التي اتهمت الحكومة بالغش والتزوير.


اتهمت المعارضة الرئيس بأنه يسعى إلى تعديل الدستور ليتمكن من الترشح لولاية رئاسية جديدة.


اتحدت مصر وسوريا في الجمهورية العربية المتحدة التي أُعلن عن قيامها في فبراير من عام 1958،


تباينت ردود الفعل اللبنانية إزاء الوحدة، فقد اتخذت المعارضة اللبنانية موقفاً مؤيداً لها بينما رأي فيها الرئيس شمعون ومؤيدوه خطراً قد يجرف لبنان معه في الإطار الوحدي،

وصلت العلاقات بين الحكومة والمعارضة إلى طريق مسدود


وقف الجيش اللبناني ضد المحاولات للإطاحة بالرئيس شمعون، ولكنه امتنع أيضاً عن إلحاق الهزيمة بالمعارضة، كان قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب يخشى من انقسام هذا الجيش إذا تدخل في المعركة لصالح طرف ضد آخر


وفي هذه الأثناء انقسمت البلاد بين مؤيد ومعارض، فكانت الكتائب اللبنانية التي أسسها بيير الجميل في الثلاثينيات تقف إلى جانب الحكومة،


كان الرئيس شمعون محقاً عندما اتهم عبد الناصر بدعم خصومه، تقدم لبنان بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي اتهم فيها الجمهورية العربية المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وإثارة أعمال العنف،


أرسلت المنظمة الدولية فريقاً من المراقبين للتثبت من حقائق الوضع، وأعلنت في تقريرها إلى مجلس الأمن أنها لم تجد أي دليل على تدخل ذو شأن يُذكر من قِبل الجمهورية العربية المتحدة، ولم يرض تقرير البعثة الرئيس شمعون.



أطاح انقلاب في العراق بالملك فيصل ونوري السعيد، وكان وقع هذا الحدث كالصاعقة على الشرق الأوسط والعالم، اجتمع شمعون مع سفراء أميركا وفرنسا وبريطانيا وطلب منهم إبلاغ حكوماتهم بضرورة التدخل العسكري.

في واشنطن عقد البيت الأبيض اجتماعين طارئين ليعلن الرئيس دوايت أيزنهاور بعدهما قراره بإرسال المارينز إلى لبنان.


الثورة العراقية غيرت كل المعادلات للدفاع بالشرق الأوسط ، الدفاع كان ممتد من تركيا إلى باكستان ، انسحاب العراق من التحالف أفشل فعاليته.( موقع العراق محوري بالنسبة لباقي دول التحالف)


نزل المارينز بهدوء على شواطئ لبنان ونجح فؤاد شهاب في المحافظة على موقعه الوسطي بين فرقاء النزاع اللبناني، وكذلك في المحافظة على علاقاته الودية مع واشنطن وسمعته الطيبة في القاهرة، وكان الموفد الأمريكي إلى لبنان يقوم بجولات مكوكية بين بيروت والقاهرة في محاولة لإيجاد خلف للرئيس شمعون الذي أخذت ولايته تدنو من نهايتها.


انتخب مجلس النواب اللبناني اللواء فؤاد شهاب رئيساً للبلاد خلفاً لكميل شمعون.


هدأت ثائرة البلاد تدريجياً مع انتخاب الرئيس الجديد، ولكن سرعان ما نشبت في البلاد أحداث عُرفت بالثورة المضادة شنها حزب الكتائب والموالون لعهد شمعون


تعهد شهاب بعدم السماح بانطلاق أي نشاط معادٍ للجمهورية العربية المتحدة من لبنان، بينما شدّد عبد الناصر على دعمه المطلق للوحدة الوطنية اللبنانية.


فاجأ الرئيس شهاب الجميع فأعلن استقالته من منصبه ، فاتهمه خصومه بالقيام بمناورة سياسية بارعة.


عاد الرئيس عن استقالته، وأرسى قواعد البلد الحديث الذي يعتمد عليه لبنان إلى يومنا هذا، فأنشأ العديد من المؤسسات كمصرف لبنان والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، واهتم بإيصال الخدمات إلى مناطق نائية كانت مهملة، فكبرت مكانته وازدادت قوته السياسية إلى درجة قلما حظي بها رئيس لبناني، فتأسس بذلك ما وُصف لاحقاً بالنهج الشهابي.

[Abdou31]

Je trouve ça intéressant