Club de lecture de la ville de Québec
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
Le Deal du moment :
SSD interne Crucial BX500 2,5″ SATA – 500 ...
Voir le deal
29.99 €

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 2

Aller en bas

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 2 Empty Problématique de la violence dans le Coran - Partie 2

Message par Nabil Sam 25 Mai - 14:54



حسب (ابن خلدون) في مقدمته الشهيرة فإن (المجتمع) للإنسان يشكل ضرورة بسببين: الغذاء والدفاع، ويقول عن الغذاء أن رغيف الخبز يحتاج إلى صناعات لانهائية في شكل شبكة من التخصصات، وهذا غير ممكن بدون وجود المدينة أي المجتمع الإنساني، ولولا مجتمع المدينة لم تتشكل الحضارة، فالحضارة ظاهرة نشأت تحت السقوف، وهذا قاده إلى فهم (ضرورة) وجود المجتمع، وبدون وجود المجتمع لم يوجد الإنسان. ولا ينطق الإنسان إلا بوجوده مع بشر مثله.


وحسب (مالك بن نبي) المفكر الجزائري فإن المجتمع للإنسان يعني نقل الإنسان عبر معادلتين بيولوجية وثقافية، فالأولى تعني الفرد والثانية تعني الشخص المكيف اجتماعياً.و كل الدراسات الأنثروبولوجية أكدت على أن المجتمع للإنسان يعني نقلته من البهيمية إلى جعله بشرا سويا، والطفل الذي يولد في الغابة ويحافظ على وجوده لايزيد عن ذئب، بل هو أضل سبيلا، في رتبة حيوانية أضعف من الحيوانات. أكد هذا بيتر فارب في كتابه (بنو الإنسان) من تجربة الدكتور (ايتار) على صبي أفيرون الوحشي، ولكن مشكلة خروج الإنسان من الغابة ودخوله المجتمع جعلته مثل الفأر الذي استأجر لنفسه مصيدة. فخرج من فوضى الغابة ليقع في قبضة طغيان الدولة، كمن يهرب من المطر إلى ما تحت المزراب، ولم يكن من هذا بد، كما ذكرنا ذلك من الأفكار السابقة. فكانت الدولة ومجتمع المدينة جميلة من جانب، ومصيدة وورطة من جانب آخر. وصراع الأفراد غير الحروب فالحروب هي ظاهرة صراع الدول أو تفككها كما رأينا في يوغسلافيا ولبنان.


ويرجع صراع الإفراد إلى تركيب الدماغ، فدماغ أحدنا مركب من ثلاث طوابق، أعلاه الحديث وعمره نصف مليون سنة، أما الدماغ السفلي والمتوسط وهما مسئولان عن المراكز الحيوية والعواطف فعمرها أكثر من مائة مليون سنة، وبينهما قدر من التفاهم، وبذلك فإن دماغ أحدنا فيه ثلاث أدمغة وليس واحداً وبثلاث لغات وبدون ترجمان، والانسجام موجود بين الدماغين السفلي والمتوسط منذ مائة مليون سنة، خلافا للدماغ الجديد المتشكل منذ نصف مليون سنة، وغير المنسجم والمتفاهم مع الدماغين الآخرين.


وهذا يعني أن العدوانية مغروسة في البيولوجيا ولسبب حيوي فالغضب والانفعال آليتان للحفاظ على الحياة، ولولا الغضب ما عاش الإنسان، ولكن المشكلة كما جاء في كتاب (الذكاء العاطفي) أن تكون العواطف بما فيها الغضب تحت سيطرة الدماغ العلوي، الأحدث والأكثر تطورا والتي تميز الإنسان عن البهيمة، وهو أمر تربوي، وهذا الوعي الخاص كسبي، كما يقول (إقبال) في كتابه تجديد التفكير الديني، والإنسان يولد من بطن أمه لا يعلم شيئا، ثم يبدأ العقل السنني في التكون، وهذا يحتاج إلى تأسيس كل مرة، ومن ينظر في كيفية أكل الحيوانات بعضها بعضا، يدرك أثر هذا في تصرف البشر، الذين هم ثلثان من تمساح وسبع ضاري، فوقه ثلث من كائن عاقل يحاول ضبط الوحشين.


وحسب كتاب (الذكاء العاطفي) لـ (دانييل جولمان) فإن الدماغ المتوسط موضع العواطف مهم جدا للتصرف، ومركزه في الأميجدالا في الفص الصدغي، ولكنه مرتبط بالدماغ العلوي، وعدم انضباط هذا المركز العاطفي مع قشرة الدماغ العليا، هو الذي يقود للانفجارات العاطفية وكوارث الانفعال وبالتالي يفسر (لا منطقية)الإنسان.


وكما وجد الصراع وعدم الانسجام في البيولوجيا فهو في علم الاجتماع أشد، فالفرد حينما خرج من الغابة ودخل الدولة لم يعد في مقدوره حل نزاعاته مع الآخرين بالقوة، مع كل زخم اندفاع القوة الحيوانية من التمساح والسبع، بسبب أن الدولة تحتكر القوة فتحكم بين الأفراد فيما كانوا فيه هم مختلفون.


ولكن كما يقول عالم الاجتماع العراقي (الوردي) فإن هذا لم يوجد بين الدول، فالدولة تملك الإفراد، ولكن لايوجد دولة عليا تملك الدول. وهنا وفي هذه النقطة تنشب الحروب وصراعات الدول


والدولة بوظيفتها الأساسية من (توفير الأمن) للأفراد تجعل الحياة متحملة، وأي نزاع ينشب بين الأفراد تتدخل الدولة ولو بالقوة المسلحة العارية فتفضه، ولكن لاتوجد مثل هذه القوة بين الدول، فاستمرت الحرب بين الدول حتى اليوم، وأي مراقبة للصراع البشري في ظاهرة الحرب تتبدى هذه الظاهرة على شكل واضح. وجمعية الأمم المتحدة وما شابه هي محاولات متواضعة لإنشاء مثل هذه القوة العالمية التي تفك النزاعات بين دول المعمورة، ولكن لم يتحقق هذا حتى الان، وأعظم مرض أصيبت به البشرية هو ولادة مجلس الأمن المشئوم، الذي أعاق ولادة العدل حتى اليوم، وربما وقد تكون الوحدة الاوربية نواة مثل هذا المشروع التاريخي.


وكان بالإمكان لأمريكا أن تقوم بهذا الدور ولكنها قوة استعمارية تبغي الربح والهيمنة، وليس عندها روح العدالة والرسالة، ولذا فهي مكروهة من معظم أهل الأرض، وهو قدر كل قوة استعمارية تهدف الهيمنة على امتداد التاريخ.


ومع سيطرة الدولة على الأفراد لحل النزاعات داخل مربع الدولة الواحدة نشأ تلقائيا مرضان خطيران: الحرب مع الدول المجاورة. والطغيان الداخلي.


ومن أجل هذين المرضين بعث الإنبياء: التحرر من الطغيان الداخلي ونشر السلام بين الأنام. وبهذه الطريقة نفهم معنى مجيء الأنبياء في التاريخ وطريقتهم في التغيير السياسي القائم على فهم عميق للإنسان: أن أفضل ما يؤخذ من الإنسان هو بالإقناع والإيمان وليس بالكره والإكراه، وإذا كانت هذه رسالة الأنبياء جميعا فكيف نفهم نصوصاً من القرآن تحض على القتل كما جاء في سورة الفتح عن الاعراب (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم شديد تقاتلونهم أو يسلمون) أو الآيات النارية في القتال في أمكنة أخرى مثل سورة التوبة، "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين" أو "فاقتلوهم حيث ثقفتموهم" وهذا المعنى أشكل على احد الكتاب ممن وصلتني مقالته بالانترنت فقال بأن القرآن كتاب عنف وأنه مصدر كل هذا الإرهاب في العالم، وهو تهور منه واستعجال وعدم إدراك القرآن والتاريخ والسياسة والإنسان والمجتمع.


يصف (أورهان بيار): اللاعنف في الإسلام في الفترة المكية أنه " غير مرتبط بالتسامح كما هو معروف عند رموز اللاعنف (النبي عيسى , ماني . غاندي) بل تسامح غير القادر على الرد بالمثل فالآيات لا تحرض على القتل والحرب لكنها تتوعد غير الموالين للدعوة الجديدة بشر العقاب وبنار جهنم ".اي أن القتل والقتال أصيل في الإسلام أخفى وجهه لمصلحة تكتيكية.


ليمضي فيقول أنه لاحقاً: "تظهر له كلمتا الغزو والسبي ومدى تأثيرها في الحياة القبلية ويبدل هاتان الكلمتان بأخريين الفتح والغنيمة ويدعمه القرآن في الوسيلة الجديدة لنشر الدين ويبدأ الإسلام بولادته الجديدة كحركة عنفيه تقوم أساساً على الفتح و جمع الغنائم وهذا ما يرجوه كل أعرابي وبهذا الشكل ومع أول نصر لمحمد في بدر تكبر الحركة ككرة الثلج المتدحرجة من أعلى الجبل".


ثم ليكشف الإسلام القناع عن وجهه الحقيقي حين يقول:" ينتفي هذا الخيار الديمقراطي ليتحول الأمر إلى تخيير بين قبول الإسلام أو الدخول في طاعة المسلمين، ليقرر السيد أورهان هذا الحكم أنه :


" من خلال مراجعتي المقتضبة لبعض جوانب العنف في المرجع الإسلامي الرئيسي توصلت إلى أنه لولا العنف الذي أستخدم بكثافة شديدة لما تمكن محمد ولا من خلفه من نشر عقيدتهم"

أو يقرر:
" كما توصلت إلى أن الأسلوب العنفي والإسلام شيئان متلازمان لا يمكن فصلهما فكل شعب يسلم يتحول إلى الناطق بالحق والمسؤول عن أوامر الله على الأرض ويبدأ باحتلال واستعمار الغير باسم الفتح فما علاقة البرابرة الترك ونشر الإسلام واحتلال أوربة وهم أبعد البشر عن الحضارة في الفترة السلجوقية والعثمانية ".


وينتهي الكاتب أورهان إلى هذه الخلاصة:


" إن العنف المنفلت من عقاله الذي نعاني منه اليوم منبعه الرئيسي هو النص القرآني الذي يحلل قتل ومعاداة ومحاربة المخالف مهما كان , فالإسلام لا يقبل الاختلاف والعالم في نظره قسمان لا ثالث لهما مسلمون وكفار وواجب المسلمين هو الجهاد في سبيل الله وهو محاربة الكفار حتى ينصاعوا لكلمة الله بقبول الإسلام أو الخضوع والاستسلام للمسلمين".


والواقع فإن السيد أورهان بيار ليس الوحيد ولا الأول ولن يكون الأخير قطعاً الذي لا يفهم القرآن وينطح جدار التاريخ بدون أثارة من علم. وهو الشيء الذي سوف يجب فهمه تحت فكرة (البنيوية في القرآن) أو التراكب الموضوعي. أو (المنطق الداخلي للقرآن). فآيات القرآن مثل نجوم السماء متناثرة نزلت على مكث، حسب المناسبات والأوضاع النفسية، ولا تبوح بأسرارها إلى من عاش هذه الظروف النفسية، كما حدث معي في سجن الشيح حسن في دمشق حينما قرأت الآية أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون؟ فكأنها نزلت علي يومها وأعطتني من الهدوء الشيء الكثير، ولايوجد في نهاية القرآن فهرس لموضوعاته، ولذا يجب أن نفعل كما فعل (تيكي براهي) و(يوهان كبلر) حينما نظرا في النجوم فخرجا بنظام خاص ومنطق خاص في عالم النجوم وكذلك آيات القرآن المنجمة.


وبالمقابل فقد جاءتني رسالة أخرى بالاتجاه المعاكس تماما من رجل فاضل هو (م. ص) الذي يقول إننا لانوافقك فيما تذهب إليه في مذهب اللاعنف، فلم يفهم رسالتي تماما، ولم يستوعب رسالتي في مئات المقالات التي كتبتها تماماً؛ فالرجل يذهب في تفسير صراعي ولدي آدم إلى تفسير جديد، يقول فيه إن الذي قُتِل (بالضم) كان سيدافع عن نفسه، كما جاء في قصة ولدي آدم التي أشرنا إليها أن هناك مذهبان: من يؤمن بالقتل سبيلا لحل المشاكل، ومن لا يهدد ولا يخاف من التهديد ويستعد للموت من طرف واحد دون مد اليد بالأذى للآخر.


قال الأخ إن القتل كان غيلة، وأن ابن آدم الذي أعلن موقفه أنه لن يقتل ولو بسط الأخر له في اليد كان كاذبا مدعيا متظاهرا، فلو شعر بأن أخيه توجه له ليقتله لمد يده إليه بالقتل، وهذا تكذيب للقرآن والنبي والصالحين ومبدأ الفلاسفة وطريقة الأنبياء في التغيير. وقتل لكل الحكمة الموجودة في الآيات من سورة المائدة، والتي ختمها القرآن بقوله: من أجل ذلك؟؟ أي أن القصة سيقت لأخذ العبرة، وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون.


ومما جاء في أحاديث الفتنة التي لم يطلع عليها الأخ إشارة واضحة إلى مذهب ابن آدم في عدم الدفاع عن النفس، وهي عشرات الأحاديث المغيبة في تراث تشرب بالدم، بأشد من بني إسرائيل الذين أشربوا في قلوبهم العجل.


قال الأخ: "و لا نتخيل أن قابيل عندما جاء لتنفيذ جريمته، أن أخاه قد وقف أمامه مبتسماً محبّاً و هو يراه يرفع الفأس ليهوي بها على رأسه، بل يغلب الظن أن القتل كان غيلة، و ليصحح لنا الدكتور إن كانت لديه معلومات أفضل" ولا أعرف كيف وصل إلى هذا الفهم المنكوس على رأسه؟ وهذا الاختلاط عند الكاتب المذكور جاء من فكرة (الدفاع عن النفس)، ونسي الحديث الذي يقول أن القاتل والمقتول في النار، لأنهما انطلقا من نفس القاعدة النفسية " إنه كان حريصاً على قتل صاحبه"


وهذا الاختلاط في فكرة الدفاع عن النفس منشأها أن الصراع البشري ينفجر عند هذا المنعطف تماما في تصور كل واحد أنه يدافع عن نفسه؟ فالعمل مبرر مشرعن، ولكن من المدافع ومن المهاجم؟ لقد قالت إيران والعراق نفس الكلمة في الحرب العقيم التي لم تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم؟ وكل الحروب نشأت تقريبا بنفس الحجة، والفيلسوف الألماني (فردريك نيتشه) يقول: إن كل وزارات العالم المخصصة للقتل والقتال اسمها (وزارة الدفاع) وهي مخصصة للهجوم، فلم نسمع عن دولة سمت وزارة الحربية عندها (وزارة الهجوم)؟؟ ، ويقول نيتشه أن هذا العنوان يحمل النية السيئة للآخرين أنهم سيهجمون فيجب أن يدافعوا، والحروب الأهلية تنشب تحت ضغط هذا الشعور: علي قتله قبل أن يقتلني؟ أما إن قال كل واحد لن أقتل ولو مد يده بالقتل لانطفأت الحروب، ولكن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوع
Nabil
Nabil
Admin

Messages : 161
Date d'inscription : 17/02/2013
Age : 46

https://clvq.forum-canada.com

Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum