Club de lecture de la ville de Québec
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
-20%
Le deal à ne pas rater :
Ecran PC GIGABYTE 28″ LED M28U 4K ( IPS, 1 ms, 144 Hz, FreeSync ...
399 € 499 €
Voir le deal

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 5

Aller en bas

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 5 Empty Problématique de la violence dans le Coran - Partie 5

Message par Nabil Sam 25 Mai - 16:10


وتبقى زاوية مظلمة لا بد من شرحها، فمثل المقاومة الفلسطينية التي لم تمش الخطوات الطبيعية في إنشاء المجتمع والدولة وولادة الإنسان المحرر من القوة، فهذه القوة تصادم قوة أخرى، وهو صراع يحدث بين قوى كثيرة في العالم، مثل صراع التماسيح والسباع في الغابة، وهذا لا علاقة له بمفهوم الجهاد الذي نتحدث عنه، ولا يوجد اليوم مجتمع إسلامي محرر من علاقات القوة، وتخلص من مرض المستكبرين والمستضعفين فيجب الانتباه لهذا.


ونقطة أخرى وهي أن هذا المجتمع المحرر من القوة على فرض تحققه، فإنه يدافع عن نفسه بقوة السلاح إذا لزم الأمر في العدوان عليه، وهو ما اختلط على الشيخ القرضاوي في تعليقه على جودت سعيد، فلا
يوجد جهاد طلب ودفع، بل الجهاد هو بناء إطفائية حريق عالمية لنجدة المضطهدين في الأرض من أي دين وملة، وهو المشروع الذي اشتغل عليه إيمانويل كانت في كتابه - نحو السلام الدائم
(Zum ewigen Frieden)

حيث تخيل ما يحدث اليوم من قيام جمعية الأمم المتحدة، ولولا مجلس الأمن الإجرامي بحق الفيتو الذي فيه، ولو أن مجلس الجمعية يتحول إلى برلمان دولي عنده القدرة على تنفيذ القرارات، إذا لتحققت فكرة الجهاد، وتشكلت الدولة العالمية التي تفض النزاعات، وتوفر الأمن للجنس البشري، وتضع الحرب أوزارها كما تنبأ القرآن، كما فعلت الدولة للأفراد فلم يبق نزاعات، وإن حصلت فتتدخل الدولة وتفضها بالقوة، فهذا هو الجهاد الداخلي وذلك هو الجهاد العالمي.


فهذه هي مجموع الأفكار باختصار، ويجب تنزيل الآيات منجمة على هذا القانون الداخلي للقرآن. وبذلك تفهم آيات كفوا أيديكم، وآيات قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم، وآية ولا تعتدوا إنه لايحب المعتدين، وآية لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين أن تبروهو وتقسطوا إليهم، وبهذه الصورة ينكشف الغطاء عن الوجه الإنساني للإسلام، ويفهم على شكل منطقي، وليس عدوانا من النوع الخطير الذي يطرحه القرضاوي وغيره، من جهاد الطلب وشن الحروب في الأرض. وهذا الكلام منطقي ومتماسك ومتوازن ويمكن التحدث به في أي مجلس دولي والدعوة له، كما فعل الفيلسوف الألماني كانط بمشروعه للسلام العالمي، وأهمية هذا الطرح أن العالم يظن أو يحاول فهم أن الإسلام دين حرب وضرب واغتيال وقطع للرؤوس، كما أن الكثير من الشباب المغفل والجاهل تنطلي عليه أفكار المتطرفين فيموت في جبهات يظن أنه تدخله الجنة فيدخل النار التي وقودها الناس والحجارة.


وسوف أحاول الآن بعد استعراض هذه الأفكار في الصفحات القادمة تناولها بشكل تفصيلي. وقد تأتي بعض الأفكار مكررة ولكن علينا تحملها لأهميتها حتى ترسخ في الوجدان.


كيف نشأ العنف في التاريخ الانساني ؟


(تفكيك اجتماعي وانثروبولوجي لعنف الدولة)


أحدثت النتائج التي خرج بها علم النفس من المدرسة الأمريكية في الستينات من هذا القرن ذعراً بين المطلعين عن أثر الانصياع للأوامر في إمكانية ممارسة التعذيب ضد الانسان وعرضت السينما الفرنسية التجربة في فيلم اغتيال رئيس. حيث وضع رجلان في التجربة يمتحن الأول آخر مربوطاً على كرسي ومتصلا بأسلاك كهربية فإذا فشل في الإجابة على السؤال عاقبه الممتحِن بلسعة كهربية قابلة للزيادة مع تكرار الخطأ. لقد أظهرت التجربة أمرين في غاية الخطورة: إمكانية ان يتحول الانسان السائل الى وحش تعذيب حقيقي يرفع الفولتاج الى 450 فولتا والثاني أن تكرار التجربة على شرائح شتى من الناس أثبت أن 60% منهم قابلين للسقوط في هذه الوهدة من الانحطاط الانساني.

والواقع يروي كيف أن كل جيوش العالم مختزلة بإرادة الأفراد. وأن الجندي عليه أن ينفذ أولاً قبل الاعتراض في استباحة أي شيء في مخالفة جوهرية لتعاليم الأنبياء (لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق). إن الجندي عنده استعداد أن يفعل كل محرم وآثم وإجرامي تحت مبرر (هكذا جاءت الأوامر). وفي الحرب العالمية الثانية كرَّر عتاة الجستابو من النظام النازي نفس المسوغ في محاكمات (نورمبرغ) لمجرمي الحرب: (كانت أوامر علينا تنفيذها). في الواقع لايبقى جيش من جيوش العالم الحديثة متماسكاً لو طبق تعاليم الأنبياء لأن سر الانضباط والتماسك في البنى العسكرية هي في إلغاء (الإرادة الفردية) و (الاستقلالية) و(التفكير) و (الاعتراض


إن بنية الفرقة العسكرية تتلاشى عندما (يفكر) الأفراد على نحو (مستقل) أو يعلنوا (عدم الطاعة) في الحملات العسكرية اللاأخلاقية. إن الانضباط العسكري يقوم على تحويل المجموعة من البشر الى كتلة لحمية منضدة جاهزة للضرب كالمطرقة في أي اتجاه وضد أي كائن. ويعتبر (روجيه غارودي) في كتابه ( نحو رقي المرأة) أن هذا الانحراف في مسيرة البشرية كان خلف بناء المؤسسات العسكرية (الذكورية) ودفع المرأة الى شريحة دونية مستضعفة طالما كان الحكم للعضلات والسيف وليس الفهم والرحمة، بل وبناء كل نمط الحياة على شكل ثكنات و(هيراركي) مثل الجيش يقوم على التراتبية وتلقي الأوامر التي لامرد لها ولا اعتراض.


ومهمة الأنبياء كانت في تحرير إرادة الانسان من (علاقات القوة) وهذا هو لب التوحيد. وهذا يفتح عيوننا على بنية الدولة وعمودها الفقري من الآلة العسكرية. إن (علم النفس الاجتماعي) والانثروبولوجيا (علم الانسان) حاولت فهم عدة ظواهر انسانية مثل (الدولة) و (المجتمع) و( الحضارة) وكيف ولدت ومتى حدث هذا في التاريخ؟ إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الحياة بدأت قبل 3,8 مليار سنة فإن سفر الوجود يظهر لنا
الانسان في الصفحة الأخيرة من كتاب مكون من ألف صفحة. كما أظهرت الكشوفات الأخيرة في الحبشة على يد (تيم وايت) عن أقدم انسان أخذ اسم (ارديبيثيكوس راميدوس
ARDIPITHICUS RAMIDUS)
قبل 4,6 مليون سنة. وإذا كانت رحلة الانسان على ظهر الكوكب قد بدأت قبل خمسة ملايين من السنين فإن الحضارة بدورها لاتظهر الا في الصفحة الأخيرة من مجلد ضخم مكون من ألف صفحة. فقد بزغت أولى الحضارت قبل ستة آلاف سنة في جنوب العراق كما ذهب الى ذلك المؤرخ (توينبي) في كتابه (الانسانية من أين؟ والى أين؟). أما الكتابة فقد اخترعت قبل خمسة آلاف سنة وبدأ (جوتنبرغ) في استخدام مطبعته قبل 500 سنة. وسخّر الناس البخار قبل 200 سنة والكهرباء قبل 120 سنة أما كل التقنيات الالكترونية الحديثة فعمرها لايتجاوز عقوداً قليلة.

أما ثورة الاتصالات والمعلومات فعمرها عشر سنوات. وينفعنا هذا التسلسل للاطلال على بانوراما من التطور الانساني واكتشاف مكان (الدولة) ضمن تعاقب الأحداث وأن عمرها قصير فهي مؤسسة سياسية ولدت مع مجتمع المدينة وتقسيم العمل. إن اختراع (الدولة) كان تتويجاً لولادة المجتمع الانساني بعد بزوغ مالايقل عن ثلاثين حضارة من رحم 600 مجتمع بدائي. ويرى (ابن خلدون) أن المجتمع الانساني يشكل (ضرورة) انطلاقاً من حجتين (تأمين الغذاء) و(نظام الحماية) وتحت المبرر الثاني نشأت مؤسسة العنف بكل أذرعتها من الجيش والبوليس والاستخبارات.


كذلك يفيدنا علم (الانثروبولوجيا) كما جاء في كتاب (بنو الانسان) لمؤلفه (بيتر فارب) أن الثورة الزراعية حررت الانسان من الجوع للمرة الأولى في تاريخه وكان ذلك قبل تسعة آلاف سنة فمع اكتشاف المرأة للشجرة ونظام الزراعة كما أشار الى ذلك (ديورانت) في (قصة الحضارة) حصلت وفرة في الغذاء وبدأت أعداد البشر تتزايد والمدن تعمر والأنظمة السياسية في الولادة. ومع ولادة النظام السياسي ولد (عنف الدولة). فبقدر ماكان أشباع حاجات الانسان (الاقتصادية) من السلع والخدمات يتم بطرق سلمية فإن الفعالية السياسية هي على النقيض من ذلك وتمارس بالضغط على الآخرين وبتعبير عالم الاجتماع (ماكس فيبر) في كتابه (الاقتصاد والمجتمع) في وصفه للدولة أنها: ( تحتكر العنف الجسدي الشرعي). ومع احتكار الدولة (آلة العنف) ظهرت (القوانين) التي تنظم علاقات الأفراد. يرى (بيير فيو) : (أن الاضاءة التي تسلطها العلوم الانسانية على العنف غنية بالعبر لإن العنف ليس حادثا عابرا بل هو وضع مألوف من التوترات والمجابهات ولإن العلاقات الانسانية تقوم على أرضية من الصراع والتناقضات وبذلك يكمن العنف كتهديد دائم قابل للانفجار دوما).


إن مشكلة وجود الانسان في المجتمع كما يقول (لالند) في كتاب (المجتمع والعنف) : ( إن الانسان شخص مستقل يحدد بنفسه القوانين التي يخضع لها وأن المجتمع جماعة منظمة تطالب أعضاءها باحترام عدد معين من القواعد والاكراهات وإن وضع الانسان النزاعي يلخص بالتوازن غير المستقر والضروري لهذين المطلبين المتضاربين). أو كما يرى الفيلسوف (برتراند راسل) في كتابه (السلطان) : (تجد المخلوقات البشرية أن من المجدي لها أن تعيش في جماعات ولكن رغباتها خلافا لرغبات النحل تظل فردية الى حد كبير ومن هنا تنشأ المتاعب في الحياة الاجتماعية والحاجة الماسة الى قيام حكومة إذ بدونها لاتستطيع الا نسبة صغيرة من السكان في البلاد المتحضرة أن تأمل في البقاء وأن يكون بقاؤها في وضع من العدم يدعو الى الإشفاق. ولكنها تنطوي على عدم تكافؤ في السلطان إذ أن من يملكون أكثره يستخدمونه لتحقيق رغباتهم التي تتعارض مع رغبات المواطنين العاديين. وهكذا فإن الفوضى والطغيان يتشابهان في نتائجهما المدمرة ومن الضروري العثور على نوع من التفاهم على حل وسط إذا أريد للمخلوقات البشرية أن تنعم بالسعادة).

ويذهب (علي الوردي) في موسوعته عن المجتمع العراقي تحت عنوان (الطبيعة البشرية) أن مشكلة الدولة أنها استطاعت باحتكار العنف أن تضمن (أمن الأفراد) ولكن المشكلة أن الأرض فيها العديد من الدول ولايوجد دولة عليا تضمن (أمن الدول) بين بعضها البعض كما فعلت الدولة بين الأفراد. وهذا هو سر اندلاع الحروب في التاريخ فالحرب هي ظاهرة اصطدام مربعات الدول أو مرافقة لتفكك الدول في الحروب الأهلية. إن الفرد لايستطيع ان يعيش بدون مجتمع بل لايصبح فردا انسانيا بدونه وحسب معادلات المفكر (مالك بن نبي) فالانسان يولد كقطعة لحم ومادة خام ولكن تشكيله الثقافي يرجع الى عمل المجتمع على الفرد. وهكذا فالانسان له معادلتان الأولى (بيولوجية) ولايختلف في هذا انسان عن آخر سواء في كندا أو راوندا ولكن المجتمع هو الذي يصنع هذه المادة الخام فيصبح (كائنا اجتماعيا) ينطق ويحسن التصرف وهذا يفسر طول فترة الطفولة عند الانسان لأنه يختزل تجارب الانسانية خلال خمسة ملايين سنة مضغوطة في خمس سنوات. بكلمة مختصرة لولا المجتمع لانصبح بشرا أسوياء.


ظهر هذا واضحاً في العديد من الاكتشافات الانثروبولوجية كما في صبي غابة أفيرون الوحشي عندما عثر على انسان في فرنسا عاش بين الحيوانات فلم يتطور قط وكان أقرب الى الحيوان بما فيها عجزه عن النطق ولكن المصيبة أن كل محاولة تأهيله للحضارة فشلت في مؤشر جدا خطير أن سنوات الطفل الأولى حاسمة في قلبه الى انسان ورفعه من المملكة الحيوانية وإدخاله الحياة الاجتماعية. ومن هنا يظهر خطأ الفيسلوف (ابن طفيل) في قصة (حي بن يقظان) الذي وصل لوحده بدون أي اتصال اجتماعي على جزيرة منفردة الى كل المعارف العقلية. الدولة إذاً ضرورة ومصيبة وكل الأنظمة السياسية هي محاولات لإيجاد صياغة ناجحة بين فردية الانسان والانضباط الاجتماعي. ومع ولادة الدولة يولد أخطر مرضين على الاطلاق: الطغيان الداخلي وبرمجة الحروب.

يقول (بيير فيو) عن أثر سقوط تفاحة السلطة في يد البعض وبرمجة العنف في المجتمع : (يغدق المسؤولون على أنفسهم أو يوزعوا على زبانيتهم من أصدقاء ومعاونين امتيازات لاتبررها أية خدمة أسديت للمجتمع. وعندما تصل هذه المخالفات درجة من الخطورة والاستمرار والاتساع وتمس حقوق معظم الناس الأساسية لصالح قلة من أصحاب الامتيازات ينشأ وضع عنف


فحتى لو استسلمت الجماهير أو عجزت وتابع النظام القائم استمراره فإن عناصر الانفجار باتت مجتمعة). إن العنف في الثورة الفرنسية انطلق من تصور مفهوم حماية المواطن الصالح كما عبر روبسبير : (أن الحكومة الثورية ملزمة بتوفير الحماية الوطنية للمواطنين الصالحين أما أعداء الشعب فليس لهم الا الموت). أما الماركسية فرأت في العنف وسيلة وحيدة لهدم البنى القديمة كما جاء في البيان الشيوعي وطبقه ستالين بموت عشرين مليون انسان. ونحن نعلم من سيرة الرسول ص أنه أقام النظام السياسي ولم يمت الا امرأة ورجل وكان ص يأمرهم بالصبر في عملية التحول الاجتماعي فهذا هو الفرق في كيفية بناء الدولة عند الانبياء وعند غيرهم.


إن اهمية ولادة الانسان الذي لايؤمن بالعنف وسيلة لتغيير النظام السياسي أمران على غاية من الأهمية: التغيير السلمي الداخلي والمحافظة عليه من الانحراف بنفس الآلية السلمية في التصحيح


Nabil
Nabil
Admin

Messages : 161
Date d'inscription : 17/02/2013
Age : 45

https://clvq.forum-canada.com

Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum