Club de lecture de la ville de Québec
Vous souhaitez réagir à ce message ? Créez un compte en quelques clics ou connectez-vous pour continuer.
Le Deal du moment : -38%
Ecran PC gaming 23,8″ – ACER KG241Y P3bip ...
Voir le deal
99.99 €

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 7

Aller en bas

Problématique de la violence dans le Coran - Partie 7 Empty Problématique de la violence dans le Coran - Partie 7

Message par Nabil Dim 26 Mai - 9:02




سيكولوجية السيطرة والانصياع


كيف يتغير الانسان بامتلاكه القوة من انسان طيب الى شيطان مريد. من يقرر الطغيان ليست الأخلاق الفردية بل الوسط الاجتماعي. تجربة ستانفورد تثير الذعر عن طبيعة الانسان

روى لي معتقل سياسي يساري في بلد عربي لبث في السجن مدة 12 عاماً بسبب تورطه في تنظيم سري وكان أفضل حظاً من آخرين فقد قضاها في زنزانة جماعية. وهناك من بقي في الإفرادية أطول بحيث خرج يترنح بين الجنون والعبقرية. قال لي في إحدى الليالي أراد أن يعاقبنا السجَّان لسبب فلم يعثر عليه ولكنه رأى أحد الناس يصلي فلما طلب منه المثول لم يشأ أن يقطع صلاته فكلفه هذا أن يسحبه السجَّان ويرمى به الليالي ذوات العدد في إفرادية مظلمة. كان من يحكم وينفذ هذا نفس الجلاد وبرتبة صغيرة وعنده صلاحية أن يتصرف في مصائر الأفراد كيفما يحلو له بالتعذيب والاذلال.


إن هذه القصة تحكي مرض (علاقات القوة) بين الناس وتتبدى في صورتها العارية في السجن. وكما قال (أتيين لابواسييه) في كتابه (العبودية المختارة عام 1562 م) : (يجب أن لانراهن على الطيبة الموجودة في الانسان طالما يمكنه أن يؤذي ومعه مفاتيح القوة). وجميل ماذكره باسكال: ( أي شيء هذا الانسان الذي يجمع بين الحكمة وبالوعة الضلال أن يكون قديسا أو وحشا. في كل فرح حزن. ومع كل حياة مأتم. فمن يحل لنا هذا التناقض؟


وفي ألمانيا عرض فيلم التجربة
Das Experiment
في شهر مارس من عام 2001 م عن العلاقة بين السجان والمسجون والجلاد والضحية فذعر الناس من رؤية الوحش المختبيء داخل كل منا ينتظر لحظة الانقضاض. كان الفيلم تكرار لتجربة ستانفورد
Stanford
التي طبقت عام 1971 في كاليفورنيا التي كانت الأولى والأخيرة في هذا النوع من تجارب علم النفس بسبب الضجة الهائلة التي أطلقتها في الوسط الأمريكي. ماهي القوة؟ يقول فيليب زيمباردو
Philip Zimbardo
عالم النفس الاجتماعي الأمريكي : (إنها متعة الالهة افروديت). ويقول الغزالي في كتابه الأحياء : (إنها أعظم اللذات قاطبة ولاتقترب منها اللذة الجنسية بحال ولاتقارن). وهي ممارسة الالوهية بدون اسمها، وهي آخر مايخرج من قلوب الصالحين، وصدق الاعرابي حينما وصف متعتها: (ياحبذا الإمارة ولو كانت على الحجارة)، أوعلى الجثث عند السياسيين.


ويروى عن (لينين) قوله : (إن موت ثلاثة أرباع الشعب الروسي ليس بشيء إنما المهم أن يصبح الربع الباقي منهم شيوعيين) و(لينين) كان كاتباً محترفاً الف أكثر من 55 كتاباً ولم يمارس القتل قط ولكنه مع التربع على عرش السلطة أرسل الى الموت الملايين؟ أما (ستالين) فكان يعتبر أن موت الانسان قد يكون تراجيديا ولكن موت الملايين مسألة احصائية. وضمن الملف السري للينين الذي كشف عنه النقاب أخيراً وسمح للباحثين بالاطلاع عليه في سرداب تحت الأرض بثلاث أبواب تصمد لضربة نووية تمت قراءة خطابات لينين الأصلية وكيف كانت حياة الناس تنهى في كلمات وجمل قصيرة، فكل انسان لايزيد عن نقطة من حرف


وعرف أن تلهفه لتحقيق أفكاره قامت على خرافة عجيبة، فمع أن كل من حوله وكل الظروف وكل أفكار (كارل ماركس) كانت تقول إن الشيوعية هي ولادة من آخر مراحل الرأسمالية، وأن المجتمع الروسي متأخر لم يدخل المرحلة الرأسمالية بعد، إلا أن لينين قام بحرق المراحل لوقوعه تحت تأثير نبوءة من سيبريا، وقول لطبيب في سويسرا، أن دماغه معتل ولن يعمر طويلاً؟


وفعلاً مات لينين عن عمر صغير وأقام شيوعية بنسخة مزورة بالارهاب الأحمر، وحرق المراحل بما فيها حرق شعب بأكمله وإرساله في طوابير لاتنتهي الى الموت. واليوم يحشد الشيوعيون كل المؤمنين به ليزوروا ضريحه فلايتجاوزوا المئات أمام عزم الحكومة السوفيتية على إنهاء خرافة معصوميته وسوق الملايين من الناس زورا في طوابير ذليلة يتبركون برؤيته ويتمسحون بقبره، وكلفة حفظ جسمه مبرداً تعمل له مؤسسة على مدار الساعة بميزانية بالملايين؟


صدق الرسول ص : (خير القبور الدَّرس). عندما يمنح انساناً مفاتيح القوة فإنه يتغير على نحو درامي في تصرفاته ومشيته ولحن قوله بل وحتى توقيعه الشخصي. لقد كانت توقيعات نابوليون أثناء ممارسة السلطة كبيرة واثقة وعند نهايته صغيرة رجراجة.


وتظهر دراسات علم النفس ثلاث حقائق: كم هو سهل أن يتحول الانسان الطيب العادي مع القوة شيطانا مريدا. وأن هذا يخص كل واحد منا فلايتفلت من هذا القانون أحد. وأن داخل كل منا يجلس فرعون عظيم جاهز لقطع أطراف السحرة وصلبهم في جذوع النخل. وأن قنص السلطة يحرض المزيد مثل نار جهنم تقول هل من مزيد فلا تعرف الشبع أبدا. كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى


كانت الخلاصة التي خرجت بها تجربة (ستانفورد) تدعو للخوف حقاً وأنها (ظاهرة) تتخلل كل المستويات والشرائح الاجتماعية. إن القوة نادراً ماتظهر على شكلها العاري كما يصف ذلك الفيلسوف (برتراند راسل) في كتابه (السلطان) ولاتحتاج أن تظهر على شكل سجن وسجَّانين وهراوات وقضبان بل على شكل ألوان وملابس وشارات. فبين (مساعد) في الجيش و(لواء) تهتز من تحته الأرض شارات على الكتف. ولون المعطف الأزرق لعمال الخدمات يكتب مكانة صاحبها أمام أصحاب المعاطف البيضاء من الأطباء معلقة في رقابهم السماعات. بل وحتى بين الأطباء فكلما ثقل جيب المعطف بأدوات الفحص كان صاحبها أقرب أن يكون طبيباً مقيماً فإذا لبس الطبيب معطفاً خالياً إلا من قلم بسيط كان عنوان المهابة: إنه رئيس الأطباء. وإذا جاء (ملف) بلون معين إلى (موظف معين) دارت أعينه كالذي يغشى عليه من الموت: إنه من (المعلم) ومستعجل، ويضخ الادرينالين معها في العروق ضخاً ليرفع ضغط الدم رفعاً فكانت فاتحة لشلل وخرس وسكتة قلبية


مازلت اذكر انا شخصياً عندما (ضبطني) شرطي في بلد عربي في مخالفة سير. كانوا كمن يلقي القبض على أفاك أثيم عتل بعد ذلك زنيم. لقد كانت متعة لهم بدون حدود في ممارسة القوة. وأتذكر بالمقابل في مدينة (براون شفايج) الألمانية عندما اقتربت مني (شرطية) لتقول لي بلطف وأدب الا ترى أنك مخالف هل تحب أن تدفع عشر ماركات؟ إنها روح تتخلل المشافي والمؤسسات الدينية والدوائر الحكومية والمدارس والشركات بل وحتى ضمن العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة. أليست تابعاً مادياً له؟


إن المرأة يتملكها الخوف الشديد في المجتمع العربي بعد تبخر الجمال وزوال نضارة الشباب والتقدم في السن أن يطلقها زوجها ليلقي بها في الشارع بدون أي ضمانة وحماية أو تعويض عن كل رحلة الحياة. لذا تحاول الاعتماد على رفع مهر المتأخر بدون فائدة، أو تكويم الذهب ما أمكن لعله ينفعها في يومها الأسود إذا زلزلت الأرض زلزالها وانفجر بركان الرجل. إن هذا الوضع طوَّره الغرب وفي الطلاق لاتخرج المرأة خاوية الوفاض صفر اليدين إلا من مهر متأخر دراهم معدودة غير مضمونة بل بنصف ثروة الرجل


هكذا تبدو تظاهرات القوة وفي كل مجال ومكان. أحياناً على نحو غامض وغالباً في تفصيلات مخجلة ومهينة بسبب نظام (التراتبية) في المجتمع وتقسيم الناس الى اعلى وأسفل.


وفي مجلة (اليونسكو) أظهرت لوحة الغلاف في أحد الأعداد البشر على طبقات تحمل كل طبقة مافوقها. السفلى أعرض وأمتن وفوقها تجلس شريحة مرتاحة أصغر حجماً وأشد قوة. صعوداً حتى القمة، حيث تحكم الأقلية والنخبة. وفي القاع تتمدد أكثرية خانعة خائفة محجوزة في مثلث الرعب تدفع الضرائب عن يد وهم صاغرون.


هكذا صدر المنشور الشيوعي في مطلع القرن: في القمة (القلة الحاكمة) وبجانبها كلمة (نحن نحكمكم). وتحتها شريحة أعرض من الكهنة ورجال الدين والحقوقيين وبجانبها كلمة (نحن نخدعكم). وأسفل منه الجنود بالحراب وبجانبها كلمة (نحن نقتلكم). وفي الأسفل تماماً العمال والفلاحون وبجانبها كلمة (نحن نطعمكم ونخدمكم) وطبعاً ونحمل كل ثقلكم.


اعتبر الفيلسوف (فردريك نيتشه) : (أنه حيث الحياة هناك الرغبة. ولكنها ليست الرغبة في الحياة. بل الرغبة في امتلاك القوة). ولكن فيلسوف الحداثة (ميشيل فوكو) اعتبر أن كل المجتمع غاطس في حوض من علاقات القوة (فالكل يحارب الكل) في حرب اهلية مبطنة غير معلنة.


وفي هذا الخضم العارم من النزاع وعلاقات القوة فإن الأقوياء يسعون ليس الى بناء علاقات انسانية بل إلى إزالة الطواغيت واستبدالهم بطواغيت جدد، ولذا فإن ماجاء بالقوة أعاد مرض القوة، وهذا سر استعصاء الحياة السياسية في العالم العربي لأنه مبني على علاقات القوة فمن أراد التغيير عمد الى القوة، ومن ملك أراد أن يستمر في أي صورة وتحت أي اسم، طالما لاتوجد قوة تقدر على الاطاحة به. صرح بهذا مسئول قومي وأكده مفكر اسلامي أن الحاكم يملك الرقاب تحت قانون (الغلبة والقهر) فبهذا قال فقهاء العصر العباسي. صدق فالعالم الاسلامي انفك عن احداث العالم وانفصم عن صيروة التاريخ وأمواج المعاصرة واستطاع الغرب فك هذه الاشكالية التي عجز عنها العالم الاسلامي.


إن المواطن العربي اليوم يضع على عينيه نظارة من صنع إيطاليا، ويستخدم التلفون الجوال، ويجري الجراح عملية مرارة بدون شق البطن، كما يستخدم الجندي العربي الصواريخ في الحرب، ولكن الوطن العربي يعجز عن نقل الوضع الدستوري ، وبناء الديموقراطية، والتخلص من الأحكام العرفية، وحكم المماليك البرجية والبحرية، وتجديد أدعية وخطب المستنصر بالله العباسي. وإذا نقل المعاصرة حملت في توابيت الى العالم العربي.


وهكذا فالمجالس النيابية وظيفتها أن تقول نعم للحاكم. والتعددية ديكور سياسي. والصحافة مثل البيضة المسلوقة أمام ديك أوربي يصيح على السياج، أما حرية التعبير فهي ردة أو خيانة

نحن نرى اليوم مرض (الطاغوتية) يعم البسيطة بدءً من هبل الأكبر امريكا والشرك الأعظم (الفيتو) وانتهاءً بالديكتاتوريين (الترانزستور) في العالم الثالث، أو عمالقة المال الذين يشترون كل شيء وتمتد امبراطوريتهم عبر كل القارات، فلاتغيب عنها الشمس قط، بما لم يحلم به هارون الرشيد والملكة فيكتوريا.


حيرت هذه المسألة المفكرين منذ قرون فحاولوا فك لغزها. والسؤال ما الذي يوقظ الشهية الى قوة لاتعرف الشبع؟ كيف يتقرر مصير من يسلك الدرب ليصل إلى القمة؟ وأخيراً كيف تؤثر متعة القوة في مزاج الأقوياء الجبارين؟ في الواقع تحكمنا علاقات القوة من المهد الى اللحد فمنذ الولادة ومع حرص الوالدين الشديد فقد أظهرت الدراسات النفسية أن الطفل تساء معاملته ما لايقل عن خمسة آلاف مرة في السنة الواحدة. أي أن أحدنا يخرج مشوهاً على كل حال. وحين ولوج المدرسة تبدأ لعبة الشد والجذب من جديد بين استاذ يريد ضبط الصف بالعصا بدون إظهارها أو استعمالها بل الإيحاء بها، فالعصا لمن عصا و (العصا من الجنة)؟ ومن طرف آخر التلميذ الذي يريد لشخصيته الاحترام والنمو في وسط يقتل كل نمو. ومع متوسط العمر تبدأ علاقات القوة تأخذ منحى جديدا فبعد فترة التدريب التي تعتمد الانضباط والدقة والأداء الحسن والإنتاج الغزير تتحول مع مباشرة العمل لصالح من يستولي على مفاتيح القوة. ويصعد إلى القمة ليس أفضلهم بل أخبثهم.


إنه مازال الطريق طويلاً حتى تبنى حياة انسانية. وعهد الأنبياء لم يبدأ بعد. وقشرة الحضارة رقيقة للغاية لاتزيد عن ستة آلاف سنة أمام رحلة الانسان الذي عاش مع الوحوش يطاردها وتطارده منذ ستة ملايين من السنين. وفي نهاية الحياة مع دخول أرذل العمر تتكلس المفاصل ويتراجع الدماغ بالعته وترتج اليدان بمرض باركنسون، ويجد الكثيرون أنفسهم من جديد في هذه اللحظة التعيسة أسرى رحمة الاخرين وتصدقهم بالمساعدة أو نزق مزاجهم.

هذه المشكلة هزت الدكتور (زيمباردو ) لفهم ظاهرة الطغيان الانساني هل هي إفراز للوسط الاجتماعي؟ هي تابعة للأخلاق الفردية؟ أو جينات الوراثة عند كل منا. فقام
Zimbardo
بتجربته الشهيرة التي عرفت بتجربة (ستانفورد) ونشرتها مجلة در شبيجل الألمانية (العدد 11\ 2001) لفهم سيكولوجية (السيطرة والانصياع) والتخدر بـ (أفيون القوة) وكيف يتغير الانسان عندما يضع يده على مفاتيح القوة؟ ومالذي يحول الانسان من رجل عادي بسيط إلى مجرم محترف وقاتل سادي كما يحصل مع الطغاة

Nabil
Nabil
Admin

Messages : 161
Date d'inscription : 17/02/2013
Age : 46

https://clvq.forum-canada.com

Revenir en haut Aller en bas

Revenir en haut

- Sujets similaires

 
Permission de ce forum:
Vous ne pouvez pas répondre aux sujets dans ce forum